الجراحة الوعائية
الجراحة الوعائية لعلاج ضعف الانتصاب
تُعد الجراحة الوعائية خيارًا علاجيًا متخصصًا يُستخدم في حالات مختارة من ضعف الانتصاب، خصوصًا عندما تكون المشكلة ناتجة عن اضطرابات في تدفق الدم إلى القضيب أو منه. لا يُوصى بهذه الجراحة لجميع المرضى، بل تُخصص فقط لأولئك الذين أظهروا استجابات ضعيفة للعلاجات الدوائية أو غير الجراحية، ويعانون من مشاكل وعائية مؤكدة في الفحوصات التشخيصية.
الهدف الرئيسي من هذه الجراحة هو تصحيح الخلل في الدورة الدموية داخل الأنسجة الكهفية، سواء من خلال تحسين تدفق الدم الشرياني أو تقليل التسرب الوريدي، مما يُعيد القدرة على تحقيق الانتصاب الطبيعي والحفاظ عليه.
الربط الوريدي والعلاج بالتصليب
تستهدف هذه الإجراءات الحد من تدفق الدم الخارج من القضيب أثناء الانتصاب، وهي مخصصة للرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب المزمن الناجم عن تسرب وريدي مثبت تشخيصيًا. يُظهر هؤلاء المرضى عادةً نتائج غير طبيعية في الفحوصات، مثل ارتفاع السرعة النهائية الانبساطية (End Diastolic Velocity)، والتي تشير إلى فقدان القدرة على احتجاز الدم في الأنسجة الكهفية خلال الانتصاب.
جراحة الربط الوريدي (Venoligation)
تهدف هذه العملية إلى ربط الأوردة المسؤولة عن التصريف المفرط للدم من القضيب، مما يُقلل من فقدان الانتصاب غير الطبيعي. تُعتبر هذه الجراحة خيارًا جراحيًا متقدمًا يُلجأ إليه عند فشل العلاجات الأخرى، مثل الأدوية الفموية أو الحقن الموضعية.
يتم تحديد الأوردة المتأثرة بدقة، ومن ثم ربطها من خلال شقوق جراحية صغيرة، ما يساهم في تحسين احتباس الدم داخل الجسم الكهفي أثناء الانتصاب.
العلاج بالتصليب (Sclerotherapy)
العلاج بالتصليب يُعد بديلاً غير جراحي للربط الوريدي، حيث يتم حقن مادة مصلبة داخل الأوردة التي تُظهر تسربًا دمويًا. تعمل هذه المادة على إغلاق الوريد بشكل دائم من خلال تصلب جدرانه، وبالتالي تقليل التصريف الوريدي وتحسين جودة الانتصاب.
يتم تنفيذ هذا الإجراء باستخدام تقنيات تصوير دقيقة مثل تصوير الأوعية الكهفية (Cavernosography) لتحديد مواقع التسرب بدقة وتجنب التأثير على الأنسجة السليمة.
المرشحون المناسبون لهذه العمليات
يتم تحديد أهلية المريض لهذه الجراحات استنادًا إلى معايير طبية صارمة تشمل:
- تشخيص دقيق: يجب تأكيد وجود تسرب وريدي أو خلل شرياني من خلال تصوير دوبلر أو تصوير الأوعية.
- فشل العلاجات التقليدية: يُفضل أن يكون المريض قد جرب علاجات مثل الأدوية دون تحقيق تحسن ملحوظ.
- العمر والحالة الصحية: غالبًا ما تُجرى هذه العمليات للرجال الأصغر سنًا الذين يتمتعون بصحة عامة جيدة ويُعانون من ضعف انتصاب وعائي المنشأ.
المخاطر والمضاعفات المحتملة
رغم فعالية هذه الجراحات في تحسين وظيفة الانتصاب، إلا أنها قد تحمل بعض المخاطر التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
- تكوّن ندبات: قد يؤدي الجرح الجراحي إلى تكوّن أنسجة ليفية في موقع الجراحة.
- العدوى: كما هو الحال مع أي تدخل جراحي، هناك احتمال لحدوث عدوى تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.
- نتائج غير مرضية: في بعض الحالات، قد لا تُحقق الجراحة النتائج المرجوة رغم تنفيذها بشكل دقيق.
التعافي بعد العملية
بعد الجراحة، يُوصى المرضى بالالتزام بالراحة وتجنّب الأنشطة البدنية الشاقة خلال الأسابيع الأولى. يشمل التعافي:
- تناول الأدوية الموصوفة لتقليل الالتهاب ومنع العدوى.
- المتابعة الدورية مع الطبيب لتقييم التقدم ومراقبة أي أعراض غير طبيعية.
- الامتناع المؤقت عن العلاقة الجنسية حتى يتم التأكد من التئام الأنسجة.
قد تستغرق فترة الشفاء التام عدة أسابيع، ويُعد التعاون بين المريض والطبيب أمرًا ضروريًا لضمان نجاح الجراحة وتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
- Category
- العمليات الجراحية