سلس البول
سلس البول
سلس البول هو فقدان التحكم في المثانة، ويتجلى في تسرب قطرات بول لا إرادية أو خروج كمية كبيرة من البول. أظهرت الدراسات أن حوالي 25% من النساء فوق عمر 18 عامًا يعانين من هذه المشكلة. أما بين الشباب فتتراوح النسبة بين 10-15%، وترتفع إلى 35-40% في سن السبعينيات، وهناك بيانات تشير إلى أن النسبة قد تصل إلى 70% في الفئات العمرية الأكبر.
يعتبر سلس البول مشكلة صحية شائعة غالبًا ما يخجل المصابون بها من التحدث عنها، حتى مع أقرب الناس إليهم، إذ تُعتبر هذه الحالة محرجة أو تُفهم خطأً على أنها أمر طبيعي مرتبط بالشيخوخة، رغم تكرار حدوثها. مع مرور الوقت، تتفاقم المشكلة لتصبح عائقًا اجتماعيًا يدفع المرأة للابتعاد عن المجتمع والعيش بعزلة. ففي البداية، تلجأ المرأة لاستخدام الفوط الصحية، ثم تقل رحلاتها وتنحصر زياراتها على الأقرب، لتصبح غير قادرة على البقاء بعيدًا عن المنزل والمرحاض لفترات طويلة، مما يؤدي إلى عزلتها تدريجيًا عن المجتمع.

أنواع سلس البول
سلس البول الإجهادي: هو النوع الأكثر شيوعًا بين النساء، ويحدث تسرب البول أثناء القيام بحركات مثل السعال أو ممارسة التمارين الرياضية.
السلس البولي الإلحاحي: يحدث تسرب البول قبل الوصول إلى المرحاض، بسبب حاجة قوية ومفاجئة للتبول.
السلس البولي المختلط: هو مزيج من سلس البول الإجهادي والإلحاحي، حيث قد يفقد الشخص البول أثناء السعال أو العطس، وأحيانًا بعد شعوره المفاجئ بالرغبة الملحة في التبول.
سلس البول بسبب احتباس البول: يحدث عندما تمتلئ المثانة فوق طاقتها، مما يؤدي إلى تسرب كمية صغيرة من البول دون الحاجة إلى التبول، ويشعر المريض بعدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.
السلس البولي الكامل: يصف فيه المريض تسرب البول المستمر دون وعي، بحيث تكون ملابسه الداخلية مبللة طوال الوقت.
السلس الوظيفي: يحدث لدى مرضى يعانون من مشاكل صحية مثل الزهايمر، باركنسون، أو التهاب المفاصل، حيث يعجزون عن الوصول إلى المرحاض في الوقت المناسب بالرغم من عدم وجود خلل في المثانة نفسها.

ما هي أسباب سلس البول؟
يمكن أن يؤدي فرط نشاط المثانة إلى تسرب البول نتيجة لعدة أسباب مثل التهابات المثانة والتهابات المهبل لدى النساء، وحصوات المثانة، والأورام، وتضخم البروستاتا خاصة عند الرجال. كما قد تسبب النواسير، وهي اتصالات غير طبيعية بين المثانة والمهبل أو بين المسالك البولية والمهبل، سلس البول المستمر عند النساء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب مرض السكري وتعاطي الكحول تلف الأعصاب الذي يساهم في حدوث السلس.
في بعض الحالات النادرة، قد يؤدي وجود الحالب في مكان غير طبيعي داخل المثانة عند الفتيات إلى سلس البول المستمر، حيث يتبول الطفل باستمرار رغم الذهاب للمرحاض بشكل طبيعي. ويُطلق على سلس البول عند الأطفال اسم سلس البول الليلي (التبول اللا إرادي أثناء النوم) أو النهاري (خلال اليوم). كما يمكن أن يسبب الضغط على الحبل الشوكي مشاكل في السيطرة على التبول، ويمكن أن يساهم الإمساك في الإصابة بالعدوى وسلس البول.
تُعتبر العمليات الجراحية أيضًا من أسباب سلس البول لدى كلا الجنسين، مثل جراحات سرطان البروستاتا عند الرجال، أو جراحات البروستاتا الأخرى وجراحة عنق المثانة، بالإضافة إلى العمليات التي تؤثر على عضلة المصرة عند النساء، أو التي قد تؤدي إلى تكون الناسور.
كما يمكن أن تسهم بعض الأدوية في التسبب أو تفاقم سلس البول، وتشمل هذه أدوية استرخاء العضلات، وأدوية خفض ضغط الدم، ومدرات البول، والمهدئات، والأدوية المضادة للاكتئاب، وأدوية الحساسية، وغيرها.
تشخيص سلس البول
يُعد تحديد نوع سلس البول خطوة مهمة للغاية لتوجيه العلاج بشكل صحيح. بالإضافة إلى الفحص السريري، قد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات لتأكيد التشخيص وضمان اختيار العلاج المناسب. من بين هذه الفحوصات:
- زراعة البول وتحليله
- قياس سرعة تدفق البول
- تصوير المثانة
- تنظير المثانة
- اختبارات ديناميكا البول
- علاج سلس البول
- الوقاية من سلسل البول
يتم اختيار العلاج الأنسب بناءً على نوع سلس البول، حيث لا تناسب كل الطرق العلاجية جميع الأنواع. الخيارات العلاجية المتاحة تشمل:
- تمارين كيجل:
تهدف هذه التمارين إلى تقوية عضلات قاع الحوض، وهي فعالة في بعض الحالات سواء بمفردها أو كعلاج مساعد. تساعد هذه التمارين على تحسين التحكم في عضلات المثانة وعملية التبول. كما يُستخدم تدريب المثانة من خلال مذكرات البول (تسجيل أوقات التبول)، وقد يُدمج العلاج بالتحفيز الكهربائي أو الارتجاع البيولوجي لتعزيز قوة العضلات.
- العلاج الدوائي:
يُستخدم في علاج بعض أنواع سلس البول، ويعتمد على أدوية أو هرمونات تناسب نوع السلس. يعد العلاج الدوائي الخيار الأول في كثير من الحالات، وتختلف مدة العلاج حسب حالة كل مريض.
- العلاج الجراحي:
يُلجأ إليه عندما تفشل العلاجات الأخرى، وهو الآن أقل توغلاً وأكثر فاعلية، ويتم عبر شقوق صغيرة مع فترة نقاهة قصيرة، ويمكن إجراؤه حتى تحت التخدير الموضعي. من الأمثلة على ذلك طريقة TOT (شريط Transobturator) التي تُزرع فيها شريط داعم تحت مجرى البول، ويغادر المريض المستشفى بدون قسطرة في نفس اليوم أو في اليوم التالي.
- الحقن حول مجرى البول:
يُستخدم للمرضى الذين لا يمكنهم الخضوع للجراحة أو لا يستجيبون لها، حيث تُحقن مواد مثل الكولاجين أو البوليتيف تحت التخدير الموضعي في أنسجة مجرى البول لتعزيز صلابته وتحسين السيطرة على التبول.
- حقن البوتوكس:
يُحقن توكسين البوتولينوم في عضلة المثانة بهدف إرخائها مؤقتًا، مما يساعد في علاج سلس البول الناجم عن فرط نشاط المثانة وتحسين السيطرة على التبول.
-
ممارسة التمارين القلبية وتقوية عضلات الحوض: تساعد التمارين اليومية على تعزيز عضلات الحوض وتحسين القدرة على التحكم في التبول.
- تنظيم شرب السوائل: يفضل تجنب تناول كميات كبيرة من السوائل دفعة واحدة، والابتعاد عن الكافيين والكحول قبل النوم.
- الحفاظ على وزن مناسب: الوزن المثالي يقلل الضغط على المثانة ويحد من احتمالية الإصابة بسلس البول.
- الامتناع عن التدخين: لأن التدخين قد يسبب تهيج المثانة ويزيد من حدة أعراض سلس البول.
- تقليل تناول الأطعمة والمشروبات المهيجة: مثل الأطعمة الحارة والحمضية التي يمكن أن تزيد من تهيج المثانة.
- التفريغ المنتظم والكامل للمثانة: عدم تأخير التبول لتفريغ المثانة بشكل منتظم وتجنب تهيجها.
-
اتباع تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل والتمارين التنفسية التي تساعد في تقليل التوتر والضغط النفسي وتأثيرهما على وظيفة المثانة.
متى ينبغي عليك مراجعة الطبيب؟
إذا كانت إجابتك “نعم” على أي من الأسئلة التالية، يُنصح باستشارة طبيب مختص في المسالك البولية:
- حدوث تسرب للبول عند الضحك، السعال، العطس، المشي، ممارسة الرياضة، أو عند رفع أوزان ثقيلة، وكذلك عند الوقوف أو الاستلقاء.
- الشعور بالحاجة المتكررة للتبول خلال اليوم.
- اضطرارك لاستخدام الفوط الصحية بسبب مشكلة تسرب البول.
- عدم القدرة على الوصول إلى المرحاض فور الشعور بالرغبة في التبول.
- الشعور بعدم تفريغ المثانة بالكامل أثناء التبول.

الآسئلة الأكثر شيوعاً
- ما هي العوامل التي ترفع من احتمالية الإصابة بسلس البول؟
- ما هي الإجراءات التي يمكن اتباعها لإدارة سلس البول؟
- هل يمكن أن يشير سلس البول إلى وجود مشكلة صحية أكثر خطورة؟
تشمل العوامل الشائعة التي تزيد من خطر الإصابة: التقدم في السن، التدخين، السمنة، وجود تاريخ جراحي سابق في منطقة الحوض.
تشمل الإجراءات تعديل النظام الغذائي ونمط الحياة، تطبيق تقنيات تقوية عضلات الحوض، وممارسة التمارين الرياضية القلبية.
نعم، في بعض الحالات قد يدل سلس البول على وجود مشكلة صحية أكثر خطورة مثل سرطان المثانة أو اضطرابات الجهاز العصبي.
- Category
- المسالك البولية
- سنة
- 2015
- الحالة
- نجاح